تنتظر العديد من القطاعات الاقتصادية في العالم انتعاشاً متوقعاً في حال استمر الهبوط في أسعار النفط، خاصة تلك القطاعات التي كانت تعاني من ارتفاع أسعار المحروقات والوقود، في الوقت الذي يتوقع أن يرتفع الطلب أيضاً على العديد من السلع التي ستتأثر هبوطاً بانخفاض أسعار النفط، مثل السلع الصناعية التي تؤثر أسعار الوقود على تكاليف إنتاجها. وكانت أسعار النفط منيت بهبوط حاد الأسبوع الماضي وسجلت أدنى مستويات لها في أكثر من خمس سنوات، قبل أن ترتد صعوداً مطلع الأسبوع، حيث كان خام برنت قد هبط عن مستوى 70 دولاراً للبرميل، أما الخام الأميركي فنزل عن مستوى 68 دولاراً، وذلك في أعقاب انتهاء اجتماع منظمة "أوبك" الأخير والذي انتهى بالتمسك بمستويات الإنتاج الحالية والتي تزيد عن 30 مليون برميل يومياً. ورغم حالة التشاؤم التي سيطرت على نفسيات المستثمرين في العالم، وحالة الاضطراب التي سادت الأسواق، إلا أن العديد من المحللين يتحدثون عن أن هبوط أسعار النفط سيؤدي الى انتعاش أكيد في بعض القطاعات الاقتصادية، خاصة في القطاع الصناعي الذي تدخل المحروقات في تكاليفه التشغيلية بصورة مباشرة، حيث سيؤدي هبوط النفط الى تراجع تكاليف الإنتاج فيه، وهو ما سيؤدي الى هبوط في أسعار السلع وبالتالي ارتفاع في الطلب عليها من قبل المستهلكين. وقال الخبير النفطي عبد الصمدي العوضي لــ"العربية نت" إن الأسعار ستعاود الارتفاع في حال شهدت الولايات المتحدة وأوروبا موجات من الثلوج والبرد القارس، مشيراً الى أن استمرار الأجواء على حالها ستعني مزيداً من الهبوط في الأسعار خلال الفترة المقبلة. وأفادت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية انعكس فوراً على أسعار العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة والتي هبطت الى أدنى مستوى لها منذ سبتمبر 2010 وهو ما انعكس ايجاباً على المستهلكين. وقال المحلل المالي ومدير البحوث في (ABN Amro) نيك كونيس إن "هبوط أسعار النفط كان خبراً رائعاً للاقتصاد العالمي، وسوف يؤثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي في العالم خلال الشهور المقبلة". وأشار كونيس الى أن "هبوط أسعار النفط الى هذه المستويات قد يوفر على الاقتصادات المستوردة للطاقة أكثر من 550 مليار دولار، وهو ما يشكل 0.7% من حجم الاقتصاد العالمي". ويتوقع العديد من المحللين أن يؤدي هبوط أسعار النفط أيضاً الى انتعاش في حركة المواصلات وبالتالي انتعاش موسم الرحلات والقطاعات السياحية في مختلف دول العالم، خاصة مع اقتراب موسم الاجازات نصف السنوية المتزامنة مع أعياد الميلاد ورأس السنة في الدول الغربية. ويتوقع أن تشهد أسعار النفط مزيداً من الهبوط في حال استمر الطقس على حاله دافئاً نسبياً في الدول المنتجة، حيث لم تسجل الولايات المتحدة وأوروبا منذ بدء موسم الشتاء أي موجات ثلوج أو موجات من البرد القارس بما يرفع من الطلب على وقود التدفئة.