تواصل أسعار النفط تأرجحها قرب الثمانين دولاراً وسط ترقب عدم اتفاق أوبك على بقاء الإنتاج، وترك السوق لوضعه الطبيعي، وحتى تطمينات السعودية اليوم باستقرار السوق، إلا أن المحللين يرون أن الأسعار باتت تفرض نفسها على المتعاملين. وبحسب "رويترز" فإن مواقف الدول الخليجية باتت متماسكة حيث وقفت الإمارات في صف السعودية أكبر منتجي منظمة (أوبك) اليوم الأربعاء بقولها إنه لا ينبغي للمنظمة أن تنزعج إذ إن الأسعار ستستقر قريبا. كما صعدت دولة الإمارات الضغط على المنتجين المستقلين غير الأعضاء في أوبك للإسهام في ضبط المعروض العالمي. وقال وزير النفط الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي لرويترز "لن نصاب بالذعر فهذه ليست أول مرة وليست أزمة تستدعي انزعاجنا... لقد شهدنا مستويات أقل" للأسعار من قبل. وقال المزروعي في مقابلة "ستنضبط السوق من تلقاء نفسها في نهاية المطاف"، مضيفا أن هبوط الأسعار لن يدوم طويلا. ولمحت السعودية اليوم الأربعاء إلى أن من المستبعد أن تضغط لإحداث تغيير كبير في إنتاج النفط خلال اجتماع أوبك هذا الأسبوع بعد يوم من رفض روسيا التعاون في أي خفض للإنتاج. وذكر المزروعي أن أوبك ستنظر في جميع الخيارات المتاحة أثناء اجتماعها يوم الخميس قائلا "لسنا مهتمين بالإصلاحات القصيرة الأجل لأننا نعلم أنها لن تدوم." وأضاف "أرى أنه لا ينبغي ألا تتولى أوبك وحدها مهمة إصلاح هذه المشكلة. فأوبك لم تكن المسؤولة عن تخمة المعروض." وتابع "تخمة المعروض نجمت عن طفرة إنتاج النفط غير التقليدي... أعتقد أنه ينبغي على الجميع أن يلعبوا دورا في إشاعة التوازن في السوق لا أوبك وحدها." على صعيد متصل ذكرت "رويترز" أن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف قال "إن روسيا تتوقع أن يبلغ متوسط سعر النفط حوالي 80 إلى 90 دولارا للبرميل في المدى المتوسط وربما الطويل أيضا". وتحتاج روسيا إلى سعر يبلغ 100 دولار للبرميل لضبط ميزانيتها. وأبلغ سيلوانوف البرلمان أن إيرادات الميزانية قد تتراجع أكثر من تريليون روبل (21.5 مليار دولار) في 2015 بسبب أسعار النفط الضعيفة والنمو الاقتصادي المنخفض. وأضاف أن من المرجح أن تلجأ روسيا إلى أسواق المال الأجنبية في العام القادم. من ناحية أخرى قال وزير الطاقة ألكسندر نوفاك إن أسعار النفط المنخفضة ستتسبب في توقف مشاريع النفط غير الفعالة، مما سيخفض الإنتاج ويدعم الأسعار التي ستعود بدورها إلى "مستوى عادل". وكانت محادثات جرت في فيينا يوم الثلاثاء بين السعودية وفنزويلا العضوين في أوبك وروسيا والمكسيك غير الأعضاء لكنها لم تسفر عن اتفاق بشأن سبل معالجة تخمة المعروض النفطي المتنامية. وتعقد أوبك اجتماعاً يوم الخميس. وأبلغ نوفاك الصحافيين أن روسيا لن تؤجل مشاريعها في القطب الشمالي. وفرضت دول غربية عقوبات على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، تضمنت قيودا على تعاون الشركات الأجنبية مع نظيرتها الروسية في التنقيب عن النفط والغاز بالقطب الشمالي. وفي طرابلس قال وزير النفط في الحكومة الليبية المنافسة إن الحكومة تريد إيفاده لحضور اجتماع منظمة أوبك الذي يعقد في فيينا هذا الأسبوع وإنها سترفض الالتزام بأي قرارات فيما يتعلق بالإنتاج إذا لم يسمح له بالمشاركة في الاجتماع. وقال ما شاء الله الزوي وزير النفط في حكومة الحاسي إن حكومته هي الحكومة الشرعية وإنه يريد تمثيل ليبيا في الاجتماع. وقال إنه لم يتلق دعوة لحضور الاجتماع وإنه سمع أن الحكومة الأخرى تلقت دعوة. لكن مصدرا في أوبك علق على ذلك قائلا "دور أوبك هو تسهيل الاجتماع الوزاري. لا ترسل المنظمة دعوات إلى الدول الأعضاء."